علي أبو الريش يكتب: هذه هي لغة الإمارات
علي أبو الريش – نقلاً عن صحيفة الاتحاد
بلغة كالرحيق، استمدت أبجديتها من فكر لا يقبل المساومة على القيم، والمبادئ الإنسانية، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إن منطقتنا مهد الديانات، والرسل، وهي المنطقة التي تحملت وزر حضارات عريقة، وعملاقة منذ البابليين وسور، وآشور، وأكاد، والفرعونيين، ثم نزول الديانات السماوية الثلاث الكبرى، التي جمعت شتات شعوب، وألفت بين القلوب، وامتد يراعها إلى أقاصي الدنيا، كانت ديانات الألفة، والمحبة، والتراحم، والمساواة، والتعاون، هذه الديانات التي بعثت للعالمين كي ينبذ الإنسان التفرقة، ويبتعد عن التعالي، والحقد والكراهية، ديانات وسعت من إدراك الإنسان، وجعلته خليفة الله في أرضه، ليعمر الأرض، ويبني الحضارة، ويسعد الكائنات، جميعاً من دون تفرقة، أو تمييز، أو إقصاء.
اليوم عندما يتم فتح النوافذ لكل دول العالم، والتي جاءت تطوي الأرض طياً، لتهبط على تراب الإمارات مقدرة، محترمة، وتقيم علاقات الود، والسد، ومن دون عوائق، أو بثور تشوه المعنى، وتكدر الخاطر.
هذه هي لغة الإمارات على مدى التاريخ، تذهب للآخر، بعقيدة الانسجام، وتمد اليد بضمير التناغم، وتتحدث مع الآخر، بلغة لا تشوبها لوغاريتمات، ولا يغشيها غموض هي لغة التوراة، والإنجيل، والقرآن، هي لغة عشاق الحياة، هي لغة، الفطرة البشرية، وسجية الإنسان الذي تخلص منذ زمن من الأفكار المسبقة، وذهب إلى الآخر بعقل صافٍ، منقى من دنس المشاعر المسعورة، والإحساس المغدور.
لا شيء يقف أمام الخطوات عندما تسير الهوينا على حرير الوعي المتقد، عندما تلامس السحابات الممطرة، عندما يسهم الإدراك الواسع في توسيع الخطوات، ودفعها إلى مبتغى العقل، وأخذها إلى مواطن النبوع، والأزهار اليانعة.
هذا هو ديدن الإمارات، هذا هو فكر قادتها، وهذا هو الواقع الإنساني الذي يجب أن تتوخاه البشرية، لتحمي الأرض من عواهن، ومن ضغائن، هذه هي الحقيقة التي بصرتها قيادة الإمارات، وسارت على نهجها، واتبعت خطاها إيماناً من القيادة بأن الحقيقة لا تقبل القسمة إلى نصفين، الحقيقة هي نحن الذين يجب أن ننصف أنفسنا، ونعترف بأننا طالما كنا نعيش على أرض واحدة، لا بد وأن نعترف بوجودنا جميعاً على هذه الأرض، وخلاف هذه القناعة، يكون مصير الجميع الغرق، والله المستعان.
